حصري – محمد المقالح يكتب لـ”صالح” من سجنه عام 2008 عن تدحرج الحرب باتجاه الحروب ذات الطابع المذهبي (2-4)
يمنات – خاص
محمد محمد المقالح
*الحوثيون ليسوا “شرذمة” ولا تنظيما ارهابيا معزولا
وللتوضيح أكثر فإن ما أصبح يعرف (بالحوثيين ) ليسوا (شرذمة صعيرة ) أو تنظيم إرهابي معزول عن المجتمع ، كما تصفه بعض وسائل الإعلام وتصريحات كبار المسئولين ، إذ لو كانت الجماعة، كما يدعي الخطاب الرسمي تنظيما إرهابيا معزولا، لامكن محاصرتها ثقافيا ،وعزلها اجتماعيا ، ولكان من السهولة بمكان القضاء على هذا التنظيم الإرهابي عسكريا وامنيا بمجرد كشف التنظيم وقتل قياداته واعتقال وملاحقة عناصره وتقديمهم إلى القضاء ، ودون أن يتسبب القضاء عليه ولو عسكريا وبواسطة الجيش أضرارا جسيمة على بنية المجتمع وعلى امن واستقرار البلاد ، لان التنظيمات العنفية والإرهابية سواء كانت أصولية دينية أو غير دينية عادة ما تكون تنظيمات “نخبوية” ومتميزة عن المجتمع وينتمي أعضائها إليها بصورة فردية وبمعزل عن أسرهم وعشائرهم ومذاهبهم بل وعلى النقيض من هذه المكونات وبقصد تغييرها في الغالب الأمر الذي يسهل على الأجهزة الأمنية وحتى القوات المسلحة اكتشاف مثل هذه التنظيمات الإرهابية،وضربها والقضاء عليها نهائيا أو إضعافها بدرجة كبيرة وبحيث يصبح إعادة بنائها من جديد أمر في غاية الصعوبة ويأخذ سنوات عديدة وهو ما لا ينطبق بتاتا على جماعة الحوثي وامتداداتها الاجتماعية (..) والمذهبية.
والحقيقية التي ما كان على الدولة المرور عليها مرور الكرام وهي تقرر الدخول في حرب من هذا النوع هي أن جماعة الحوثي – سواء قبلنا بذلك أو لم نقبل- ليست سوى جزء أساسي وطبيعي من نسيج المجتمع اليمني في صعدة وفي أماكن أخرى من اليمن وسواء كان ذلك بامتداداتها الاجتماعية أو بامتداداتها الفكرية والمذهبية.
ومع أن الحوثيين قد يكونوا أحد التعبيرات العنيفة وغير الناضجة لمشاعر المظلومية الطويلة والعميقة (سياسيا ومذهبيا) التي يعاني منها الزيود وضمنهم الهاشميون المتمذهبون ( للتفريق بنهم وبين الزبدية التاريخية والجغرافية )وما يعتقدونه من وجود سياسة ممنهجة لتهميشهم وإقصائهم ومحاولة طمس الهوية والمعتقد لأتباع المذهب الزيدي في العديد من المحافظات الشمالية والوسطى وهي مشاعر حقيقية تكونت بفعل عوامل وأسباب تاريخية وسياسية لا مجال لذكرها (1) ، إلا أن هذا الوسط الاجتماعي والمذهبي والممتد من صعدة إلى صنعاء وعلى طول وعرض البلاد ،هو في الحقيقة من يمثل الحاضنة الفعلية لجماعة الحوثي وهو من يوفر لها الحماية ويمدها باالامكانات البشرية والمادية ولو بصورة غير ممنهجة حتى الآن على الأقل.
إن ما يمنح جماعة الحوثي مكانة خاصة لدى الزيود المتدينون عموما يأتي من كون الأب الروحي لهذه الجماعة وهو العلامة بدر الدين أمير الدين الحوثي ،الذي يعتبر واحد من أهم علماء الزبدية العاملين في صعدة وأماكن أخرى من اليمن وله حضور فاعل ومؤثر في معظم مديريات المحافظة وعلى وجه التحديد منطقة خولان (حيدان -و ساقين) وال شافعة ونشور وال سالم في همدان ولا أدل على ذلك هذا الزخم الشعبي المتزايد الذي يستفاد منه لتجييش مقاتلين جدد في صفوف الحوثيين واستبدال من قتلوا في الحرب بأضعافهم في كل حرب تالية وهكذا يمكن الإشارة أيضا إلى مثال آخر يؤكد مكانة الحوثي الأب وهو أن من يحضون بتزكيته في الانتخابات في دوائر صعدة عموما ومناطق خولان وهمدان خصوصا ،عادة ما يفوزون بمقاعدها حتى حين يكون المنافس لهم احد المدعومين من قبل الدولة والإصلاح والمشايخ وهذا ما حصل في كل أو اغلب الانتخابات التي جرت منذ انتخابات مجلس الشورى 1988م وحتى انتخابات مجلس النواب في 2003م ما يدل على مكانة الحوثي الأب في الوسط الاجتماعي والمذهبي في هذه المناطق ومناطق أخرى في صعدة واليمن عموما ، وهي عوامل إضافية تجعل الحرب ضده وضد أنصاره(أي ضد جماعة الحوثي) تأخذ طابع الحروب الأهلية في بعض جوانبها والحروب الدينية والمذهبية في جوانب أخرى منها(2)
وتأسيسا على ما سبق فقد كان من الأخطاء الجسيمة أن تقوم الدولة باستخدام القوات المسلحة وكل إمكانات الدولة في شن الحرب الواسعة وبدون سبب وجيه ضد جماعة الحوثي وان تستمر متواصلة وبهذه الوتيرة المتصاعدة والخطيرة لأكثر من أربع سنوات ، ذلك أن الحرب والخطاب ألاستئصالي المرافق لها قد عمقت لديهم مشاعر المظلومية، وما يعتبرونه من سياسة التمييز والقهر والإذلال التاريخي ضدهم، ولهذا السبب وأسباب أخرى لا مجال لسردها فقد كان من غير الممكن أن تقتصر الحرب على مقاتليهم في الجبال دون أن تمتد وان بصورة غير مخطط لها إلى فئات ومكونات المجتمع ونسيج الهوية الوطنية ، وهو ما يبدو أننا اليوم وفي الجولة الخامسة من حرب صعدة تحديدا نتجه إليها وبصورة خطيرة ، حيث بدأت الإجراءات التي فرضتها تداعيات الحرب على الجبهات تطال مئات بل آلاف الناس ممن ليس لهم علاقة مباشرة بجماعة الحوثي كتنظيم أو كجماعة مقاتلة في صعدة ، ولكن من خلال أسماء عوائلهم والمناطق الجغرافية التي ينتمون إليها ، ما يعني أننا بوعي أو بدون وعي نتجه إلى خوض حرب أهلية طويلة امدى ولها نتائج وخيمة على مستقبل البلاد ،ومع أن الأمر لم يصل بعد إلى هذا المنحى الخطير في حرب صعدة ولا يزال من الممكن التحكم بمساراتها ولكن هذا ما تتجه إليه الحرب وبصورة سريعة ما لم يبادر رئيس الجمهورية إلى إيقافها ومعالجة أثارها وتداعياتها برؤية وحكمة وبأسرع وقت ممكن .
إن ما يجعلنا نبادر بهذه الرسالة إلى رئيس الجمهورية من اجل إيقاف الحرب هو أننا على يقين من أن هذا النوع من الحروب لا يمكن حسمها ميدانيا لصالح احد طرفي الصراع دون تكاليف كبيرة تخصم من وحدة وامن واستقرار البلاد ومن نسيج المجتمع اليمني الواحد.
ان تاريخ الشعوب المختلفة التي خاضت هذا النوع من الحروب يقول لنا وبالفم المليان بان الحروب الأهلية ليس لها أهداف واضحة ومحددة ، وليس لها ما يبررها لا من الناحية الدستورية ولا من الناحية الأخلاقية، وما عدا القتل والدمار الذي تخلفه الحرب كل يوم فان أي من طرفي الحرب لا يعرف بالضبط ماذا يريد تحقيقه من هذه الحرب ، ولو سئلنا قادة الجيش وقيادات الحوثي ماهي الأهداف التي حققتموها منذ الحرب الأولى في منتصف2004م وحتى اليوم (منتصف 2008)لما استطاعوا جوابا ، ولوجدوا أنفسهم حائرين أمام القتل الرهيب والدمار الهائل الذي خلفته الحروب الأربعة الماضية
*حرب الغرائز والثارات
يا سيادة الرئيس …. هذا النوع من الحروب تحركها الغرائز ودوافع الثار والانتقام وكلما أوغلت أطرافها بالقتل والتدمير كلما وجدت نفسها بحاجة إلى مزيد من القتل والتدمير حتى يغرق الجميع بالدماء والجريمة والجروح والآلام العميقة التي تحدث شروخا لا حدود لها في النفوس وفي جدار الوحدة الوطنية والهوية الوطنية عموما يصعب بعد ذلك مداواتها..
الأخ رئيس الجمهورية لقد توقفت الجولة الأولى من الحرب بمجرد مقتل زعيم الحوثيين المؤسس حسين بدر الدين الحوثي ووصول الجيش إلى جرف سليمان وسيطرته على جميع جبال مران ، فهل ستتوقف الحرب الخامسة بعد مقتل عبد الملك الحوثي ووالده بدر الدين الحوثي وجميع آل الحوثي ّ وجميع مقاتلي جماعة الحوثي، ووصول الجيش إلى ضحيان والنقعة ومطرة وجبل عزان وبقية القرى والبلدات التي يوجد فيها حوثيين أو يشتبه بوجودهم فيها سواء في صعدة او في غيرها من المحافظات ؟ ..إذا كانت هذه هي أهداف الحرب فهي الحرب الثأرية والانتقامية -ورب الكعبة- وهي ذاتها الحرب الأهلية والمذهبية حيث لا مكان فيها إلا للثأر والانتقام ومحاولة كل طرف استئصال الطرف الآخر أو كسره وإذلاله وجرح كرامته ، دون أن يعني ذلك انتهاء الحرب بل استمرارها وتأجيجها وكل حرب تلد أخرى ، ولا أدل على ذلك أن مقتل حسين الحوثي ووصول الجيش إلى مران لم ينه المشكلة ولم يمنع تجدد القتال وهاهو الجيش وبعد أربع سنوات من سيطرته الكاملة على مران يجاهد من اجل البقاء في بعض مناطقها بعد أن استرد الحوثي معظم مناطق وجبال مران في حرب جديدة خلفتها الحرب السابقة!!؟
إن الحروب الداخلية لا تنتهي إلا بالصلح والحوار ،والأفضل أن تتوقف حرب صعدة الآن بالصلح والحوار بدلا من أن تتوقف غدا وبنفس الطريقة ولكن بعد أن تكون الكلفة أكثر والدماء المسالة أغزر والجرائم المرتكبة أبشع.
في الحروب الداخلية لا يوجد منتصر ومهزوم الجميع فيها مهزوم (والمنتصر) فيها مجرم و(المهزوم) هو الضحية وكلاهما مجرمين وضحايا في نفس الوقت
“المنتصر” في مثل هذه الحروب هو من سيتحمل تكلفة الحرب أخلاقيا ووطنيا وسياسيا وهو من سيتحمل تبعات الأحقاد والثارات التي ستبقى في نفوس وممارسات المهزومين ، وهو أيضا من سيتحمل تبعات الحرب وما ارتكب فيها من جرائم وفضا عات أمام الرأي العام الداخلي والدولي ومن سيكون محلا للابتزاز لكل من يرد له ولبلاده شرا..
من اجل هذا كله نناشدك يا رئيس الجمهورية أن تسارع إلى إيقاف هذه الحرب وأنا على يقين انك قادر على اتخاذ هذا القرار الشجاع ليس لأنك المسئول الأول عن الدولة بحربها وسلمها بل ولأنك المستفيد الأول من وقف نزيف الدماء في صعدة لتبدو بطلا أمام شعبك وأمام العالم لان البطولة بالمناسبة ليست دائما في القتال بل وفي السلام أيضا وهي هنا أصعب لكنها أعظم
*الرد على من يطرحون الحرب خيارا وحيدا للدولة
الأخ الرئيس قد يقول البعض بأن هذه الرسالة قد تأخرت وربما لم يعد لها من معنى بعد ((أن حزم الرئيس أمره وقرر خوض المعركة إلى نهايتها مهما كانت التضحيات وأصبحت الحرب بالنسبة له قرار شخصي يتعلق بكبريائه أولا وبمكانته كرئيس للدولة والمسئول الأول عن الحفاظ على مكانتها وهيبة الجيش وامن واستقرار البلاد ثانيا،خصوصا بعد أن أتاح كل فرص السلام وأبدا من التسامح والعفو تجاه جماعة الحوثي ما لم يبديه أي رئيس آخر تجاه جماعة مماثلة ، إلا أن الحوثيين فوتوا كل هذه الفرص ، وافشلوا جميع الوساطات،الداخلية والخارجية وأخرها الوساطة القطرية التي تكللت باتفاق الدوحة الأخير ، ليس هذا وحسب بل وأوغلوا في صلفهم وتعنتهم و إلى درجة أنهم نظروا إليه باعتباره ضعفا ووهنا ،وبالتالي لم يعد هناك من خيار سوى الحرب لمثل هذا النوع من الناس مهما كلفت من تضحيات وبغض النظر عن الوقت الذي ستستغرقه لإنهاء التمرد قي صعدة، وطالما والأمر يتعلق ببسط نفوذ الدولة والحفاظ على السيادة الوطنية فان العالم سيوئد موقف الدولة اليمنية تجاه مجموعة من المتمردين والارهابين، وإذا ما حدث أن اعترض أي طرف إقليمي أو دولي فهو اعتراض سياسي وتدخل في الشئون الداخلية اليمنية ولن يكون له أي تأثير، وسنضع الجميع أمام الأمر الواقع بعد القضاء على جماعة الحوثي تماما مثلما حصل مع الأطراف التي ساندت من أسموهم –ظلما- (قوى الردة والانفصال) في حرب الدفاع عن الوحدة في 19994م حين أجبرنا الجميع على التعامل مع الشرعية رغم كل الاعتراضات التي كانت تطرح أثناء الحرب …الخ ))
تلك هي أهم الحجج والتبريرات التي تطرح اليوم من اجل جعل الحرب ضرورية وخيارا وحيدا للدولة ،ومع أن بعض هذه الحجج تبدو مبررة ووجيهة لدى البعض إلا إنها في المعنى النهائي إجرامية تسويقية تسعى إلى تبسيط مشكلة الحرب والتهوين من خطورة تداعياتها ولا تقدم في نهاية الأمر شيئا سوى الإبقاء على نزيف الدم مستمرا في حرب لا هدف لها ولا أفق واضح ومحدد لنهايتها، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نرفض هذا المنطق ونحاول تفكيكه إلى عناوين رئيسية (يمكن الرد على ما تضمنته من حجج متهافتة وعلى النحو التالي :-
أولا أن ما نقلته أنفا من حجج وتحليلات يطرحها البعض حول ضرورة الحرب الخامسة والمضي بها إلى النهاية هي في الحقيقة حجج ومبررات سبق أن سمعتها وقرأت كثيرا منها في الصحف ومعظمها بأقلام كتاب وسياسيين كانوا منذ البداية مع الحرب ومع استمرار نزيف الدم اليمني ولم تكن تعنيهم الحجج التي يطرحونها اليوم وبأثر رجعي عن روح العفو والتسامح وفشل الوساطات الداخلية والخارجية التي لا تطرح اليوم إلا من باب محاولة إقناعنا بمشروعهم ألتدميري وخيارهم الوحيد وهو استمرار الحرب بأي ثمن وبأي صورة من الصورة ،مع ملاحظة،أن القليل فقط من هولا هم من يسوقون هذه الحجج المتهافتة بحسن نية وربما بسبب قلة الوعي بمخاطر الحرب على الأمن والاستقرار ووحدة النسيج الوطني أما الغالبية فهم من دعاة الحرب أصلا سواء وجدت هذه الحجج أو لم توجد وقد سبق ان طالبوا بخيار الحرب منذ الجولة الاولى عام 2004م وقبل كل ما يدعونه اليوم من حجج متهافتة كالقول باستنفاد الرئيس لكل الخيرات السلمية ولم يبق سوى الحم العسكري هذا اولا …
اما ثانيا فان هذا المنطق لا يعني سوى استمرار نزيف الدم ودفعنا للإيغال في جرائم حرب لا طائل منها ولا نهاية لها، والحقيقة خلاف ذلك إذ لو كان خيار الحرب هو الحل لكانت مشكلة صعدة قد حلت في الحرب الأولى التي قتل أو اسر فيها زعيم الجماعة ،وجميع مقاتليه في مران وبعد أن سيطر الجيش على كل قرى وجبال مران وحيدان وساقين وغيرها، غير أن هذا كله لم يمنع تجدد الحرب مرة أخرى بل وتوسعها وعندما ننظر اليوم وبعد أربع سنوات نجد أن عزلة مران اليوم هي أكثر المناطق اشتعالا وأكثرها نفوذا لأتباع الحوثي ، يعزز هذا مثال اخر وهو استخدام الجيش لكل الأسلحة التقليدية في الحرب الرابعة بما فيها الصواريخ والطائرات الحربية والمروحية ورغم كل ما خلفته من قتل وتدمير إلا أن الجميع اضطروا إلى الموافقة على إيقاف الحرب والدخول في حوار أفضى إلى اتفاقية الدوحة الثانية، والمعنى انه لو كانت الحرب أو كثافة النيران ونوعية الأسلحة أو مقتل قيادات الحوثي ودخول الجيش إلى قراهم ومراكزهم قد حل مشكلتهم مع الدولة لحدث ذلك في الحرب الاولى او الثانية أو الثالثة ..الخ وبالتالي لما احتاج الداعون إلى استمرار الحرب اليوم واعتبارها الخيار الوحيد إلى التنظير بضرورتها من جديد وبعد خمس جولات منها ، الأمر الذي يعني أن من يطرحون خيار الحرب لا يقولون جديدا ولا يملكون أي دليل على أنها ستحل المشكلة وعلى العكس فان كل الدلائل تقول بان الحرب لم تحل مشكلة الحوثي بل فافمتها وستفاقمها أكثر واكثر وهذا واضح ولا يحتاج الى دليل . …… يتبع في الجزء الثالث والاخير من الرسالة..
___
*هامش
1- كنت اشير هنا الى عوامل عديدة منها فشل التعددية بعد حرب 1994م وتعامل السلطة مع اتباع بدر الدين الحوثي والتعامل مع من كان ينتمي الى حزب حق عموما كحلفاء لمن كانت تسميهم السلطة بقوى الردة والانفصال ممثلين بالحزب الاشتراكي اليمني ما اطلقوا عليه بالتحالف ” الاشترا ملكي” وغيرها من الممارسات الانتقامية التي مورست ضدهم كالفصل من الوظائف وملاحقة نشطائهم وتدبير جرائم اغتيال لقادتهم -ومنهم العالامة بدر الدين الحوثي نفسه- وسجنهم وتفجير منازلهم من قبل قوى عديدة في السلطة وخارجها على خلفية هزيمة الاشتراكي من ناحية وباعتبارهم حلفائه له من ناحية وعلى حلفية ثارات وعقد تاريخية وحروب الملكية والجمهورية وبسبب انتخابات 1993م فضلا عن خلافات داخل من كانوا ينتمون الى حزب الحق وقياداته العلمائية ( بدر الدين – مجد الدين – احمد الشامي… الخ ) قبل خروج الشهيد حسين بدر الدين ووالده من عضوية الحزب وكلها عوامل ساهمت كخلفية لوجود الجماعة وتفجر الحروب ضدها
2- والحقيقة ان من منع تلك الحروب الى تحولها الى حروب دينية ومذهبية هي جماعة الحوثي نفسها حين لم تنساق وراء لغة وخطاب السلطة وبعض اطرافها في عناوين حربها و اوصافها الدينية والتكفيرية فقد ظلت رغم كل ذلك تخوض حربا دفاعية طارحة شعارات عامة ومطابلة بحقها في ممارسة حرية التعبير والتدريس وفقا للدستور دون أي عنوان طائفي او مذهبي رغم كون اتباعها او اكثريتهم من مذهب واحد هو المذهب الزيدي الامر الذي لم يوفر للحرب الدينية حينها طرفها الثاني تماما كما هو الحال الان في الحرب التي تخوضها السعودية ضدهم وضد اليمنيين عموما بعناوين طائفية تكفيرية ويجب ان يستمر كذلك خلافا لاعداء الحركة وبعض من تطبع من منتسبيها بهذا الخطاب مؤخرا ربما كمحاولة لتمتين تاسك الجماعة امام حروب استئصاليه ضدها ولكنه يظل خطرا رغم ذلك ويجب تلافيه.